وَلِإِمَامِهِ وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ
فَلَيْسَ مِنْهُمْ» ([1])، وقد ورد في أحاديث
كثيرة طلب النُصح للمسلمين عمومًا، وفي بعضها طلب النُصح لولاة أمورهم، وفي بعضها
نُصحُ ولاة الأمور لرعاياهم.
وقد ذكر الله في
كتابه الكريم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد نصحوا لأممهم، قال عن نوح عليه
السلام أنه قال لقومه: ﴿أُبَلِّغُكُمۡ
رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ﴾ الآية [الأعراف: 62]، وقال عن هود عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ
رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ [الأعراف: 68]، وقال عن صالح عليه
السلام أنه قال لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ
لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا
تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف: 79].
وقد بين النبي صلى
الله عليه وسلم في هذا الحديث مواضع النصيحة: أنها تكون لله عز وجل، بمعنى أن
العبد يقوم بأداء ما أوجبه عليه من العبادات، ويتقرب إليه بنوافل الطاعات، ويترك
ما نهى الله عنه من المحرمات والمكروهات، وأن يكون كل عمله خالصًا لوجهه. قال
الحواريون لعيسى عليه السلام: ما الخالص من العمل؟ قال: ما لا تُحب أن يحمدك الناس
عليه. قالوا: فما النصح لله؟ قال: أن تبدأ بحق الله تعالى قبل حق الناس، وإن عرض
لك أمران أحدهما لله والآخر للدُنيا، بدأت بحق الله تعالى.
ومعنى النصيحة لكتاب الله: الإيمان به ومحبته، واتباع ما جاء فيه، وتعظيمه وإجلاله، وتعلمه وتعليمه، وتفهمه وتدبره، ومداومة تلاوته. فيجب على المسلمين أن يتجهوا إلى كتاب ربهم فيدرسوه ويُدرِّسوه لأولادهم في المساجد والمدارس والبيوت أن يجعلوا له
([1]) أخرجه: الطبراني في ((الأوسط)) رقم (7473).