×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 فوائد الصيام وآدابه 

الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام، لتهذيب نفوسهم وتطهيرهم من الآثام، أحمدهُ وهو المستحق للحمد، وأشكره على نعم تزيد عن العد. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في مُلكه، وأشهد أن مُحمدًا عبدهُ ورسولهُ، أتقى من صلى وصام وحج واعتمر، وأطاع ربه في السر والجهر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسُنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله عباد الله. اشكروا الله أن بلغكم شهر رمضان ومكنكم من الصيام والقيام؛ فإن الصيام من أنفع العبادات وأعظمها آثارًا في تطهير النفوس وتهذيب الأخلاق. فمن فوائده أنه يُسبب تقوى الله تعالى؛ قال تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]. فالصيام يُدخل العبد في حظيرة التقوى التي هي فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنهُ، فيقي بذلك نفسهُ من النار ومن جميع المخاوف. ومن فوائد الصيام أنه يُكسب العبد الخير الكثير في الدُنيا والآخرة؛ قال الله تعالى:﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 184].

ومن فوائد الصيام: أنه يُعوّد الإنسان الصبر والتحمل والجلد؛ لأنه يحمل الإنسان على ترك مألوفه وشهواته عن طواعيةٍ واختيارٍ. ومن فوائده أنه يمكن الإنسان من الانتصار على نفسه؛ فإن النفس ميالةٌ إلى


الشرح