حالة الناس بعد شهر رمضان
الحمد لله مصرف
الشهور، ومقدر المقدور، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات
الصدور، جعل لكم أجل كتابًا، ولكل عملٍ حسابًا، وجعل الدُنيا مزرعة للآخرة، وسوقًا
يتزود منه العباد، فيا سعادة من أحسن الزاد، ويا شقاوة من ضيع نفسه ونسي يوم
المعاد، أحمد ربي على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد «أن لا إله إلا الله، له الخلق
والأمر، وإليه المصير يوم الحشر» ([1]) وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، كل حياته جهادٌ وعمل، فما زال يعبد ربه حتى حضره الأجل. صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه الذين كل دهرهم رمضان، فما كان دخوله يزيد من اجتهادهم، وما
كان خروجه ينقص منه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ البقرة: 197].
عباد الله، كنتم في شهر الخير والبركة، تصومون نهاره وتقومون من ليله وتتقربون إلى ربكم بأنواع القربات، طمعًا في ثوابه وخوفًا من عقابه، ثم انتهت تلك الأيام وقطعتم بها مرحلة من حياتكم لن تعود إليكم، وإنما يبقى لكم ما أودعتموه فيها من خير أو شر، وهكذا كل أيام العمر مراحل تقطعونها يومًا بعد يوم في طريقكم إلى الدار الآخرة، فهي تنقص من أعماركم، وتقربكم من آجالكم، ويحفظ عليكم
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد