×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في فضل الاستغفار

الحمد لله العزيز الغفار، يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، أحمده على نعمه الغزار، وأشكره على فضله المدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على الاستغفار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليمًا كثيرًا ما اختلف الليل والنهار.

·        أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله قد أمرنا بالتوبة إليه، والاستغفار من ذنوبنا، في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه بالغفار والغفور وغافر الذنوب وذي المغفرة، وأثنى على المستغفرين، ووعدهم بجزيل الثواب، وكل ذلكم يدلنا على أهمية الاستغفار وفضيلته وحاجتنا إليه.

وقد قص الله علينا عن أنبيائه أنهم يستغفرون ربهم ويتوبون إليه، فذكر عن الأبوين عليهما السلام أنهما قالا:﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ  [الأعراف: 23]، وذكر لنا عن نوح عليه السلام أنه قال: ﴿وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [هود: 47]، وقال أيضًا  ﴿رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ [نوح: 28]، وذكر عن موسى عليه السلام أنه  ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي فَغَفَرَ لَهُۥٓۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [القصص: 16]، وقال عن نبيه داود عليه السلام:﴿فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩ ٢٤  [ص: 24]، وذكر عن نبيه


الشرح