سليمان عليه السلام أنه قال: ﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي
وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ﴾ [ص: 35]، وأمر خاتم رسله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم
بقوله: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وأمرنا بالاستغفار
فقال: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ
إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ﴾ [فصلت: 6]، وفي الحديث القدسي يقول سبحانه: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ
لَكُمْ» ([1]).
عباد الله: وللاستغفار فوائد
عظيمة، منها: أنه سبب لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات، كما في الحديث: «فَاسْتَغْفِرُونِي
أَغْفِرْ لَكُمْ»، وكما قال تعالى﴿وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءًا أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ
ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 110]، وفي الحديث: قَالَ اللهُ تَعَالَى: «يَا
ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا
كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ
السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ» ([2]).
ومن فوائد
الاستغفار: أنه يدفع العقوبة، ويدفع العذاب، قال الله تعالى:﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ
يَسۡتَغۡفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].
ومن فوائد الاستغفار: أنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق، والخروج من المضايق، ففي سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).