اللهُ لَهُ مِنْ
كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ
يَحْتَسِبُ» ([1]).
ومن فوائد
الاستغفار: أنه سبب لنزول الغيث، والإمداد بالأموال والبنين، وإنبات الأشجار،
وتوفر المياه، قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا
١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل
لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢﴾ [نوح: 10- 12]، وقال عن هود عليه
السلام أنه قال لقومه ﴿وَيَٰقَوۡمِ
ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ
عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ﴾ [هود: 52].
عباد الله: والاستغفار مشروع
في كل وقت، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل، فيستحب
الاستغفار بعد الفراغ من أداء العبادات؛ ليكون كفارة لما يقع فيها من خلل أو
تقصير، كما شرع بعد الفراغ من الصلوات الخمس، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثًا، لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص
في صلاته، بسبب غفلة أو سهو.
كما شرع الاستغفار
في ختام الليل، قال تعالى عن المتقين:﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ
هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١﴾ [الذاريات: 17، 18]، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ
بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17].
وشرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفة، والفراغ من الوقوف بها، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 199].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1518)، وابن ماجه رقم (3819)، والبيهقي رقم (214).