في البيع والشراء
الحمد لله رب
العالمين، أباح لنا الإتجار عن طريق المعاملات القائمة على الصدق والتقوى، وحرم
علينا الغش والخداع وترويج السلع بالكذب والتزوير، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده
لا شريك له، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، رسم
لأمته طريق الاكتساب المباح، صلى الله وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بسنته،
وعملوا بها، فصاروا خير قدوة، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله في
أموالكم؛ قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم
بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]. فينهى تعالي عباده المؤمنين عن أن يأكل بعضهم
أموال البعض الآخر بالباطل؛ أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا
والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في قالب الحكم الشرعي؛
وهي مما يعلم الله أن متعاطيها إنما يريد الحيلة إلى أخذها بغير وجه شرعي، ثم قال
تعالى: ﴿إِلَّآ
أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]، ومعناه: لا تتعاطوا الأسباب المحرمة في اكتساب
الأموال، لكن تتعاطوا في ذلك الأسباب المشروعة من الإتجَار المُبَاح، فتسببوا به
في تحصيل الأموال.
أيها المسلمون، لا يحملنكم حب المال على المغامرة في كسبه، وجمعه من غير طرقه المشروعة، فالكثير من الناس لا يبالي من أين
الصفحة 1 / 538