في قصة موسى عليه السلام،
وصيام يوم عاشوراء
الحمد لله رب
العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والحمد لله الذي أرسل
الرسل، وأنزل الكتب، ليحق الحق ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون. وأشهد أن لا إله
إلا الله، من اعتصم به حماه ووقاهُ، ومن أعرض عنه وعصاه أهلكه وأرداه، وأشهدُ أن
محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده،
فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعدُ:
أيُها الناسُ:
اتقوا الله، واعلموا أن في قصص الأنبياء والمرسلين عبرة لأولى الألباب ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ
حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ
يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف: 111].
وإن من أعظم قصص المرسلين ما قصهُ تعالى عن كليمه موسى بن عمران، فقد ذكر سبحانه
قصتهُ في مواضع متعددة، مبسوطةً تارة، ومختصرة تارة، وذلك أن ﴿فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ﴾ [القصص:
4] وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سُلالة نبي
الله يعقوب بن إسحاق بن خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، وكانوا إذ ذاك خيار
أهل الأرض، وقد تسلط عليهم هذا الظالم الغاشم الكافرُ، يستعبدهم ويستخدمُهم في أخس
الصنائع. ولما بلغه أنه سيخرج من ذُرية إبراهيم من بني إسرائيل غُلام يكون هلاكه
على يديه، أمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل، حذرًا من وجود
الصفحة 1 / 538