في التحذير من استماع الأغاني
الحمد لله الذي خلق
الخلق ليعبدوه، وأمرهم بالإكثار من ذكره في جميع الأوقات، ونهاهم عما يصدهم عن
ذكره وعن الصلاة، أحمده أن بين لعباده طريق الخير ليسلكوه، وحذرهم من طريق الشر
ليتجنبوه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن من أعظم ما يصد عن ذكر الله ويشغل العباد عن طاعته: استماع الأغاني والمعازف، على اختلاف أنواعها، وتعدد أشكالها، تلكم الأغاني والمعازف التي احتلت غالب بيوت المسلمين اليوم، وحاصرت البيوت التي لم تستطع احتلالها حصارًا شديدًا، تحاول الدخول فيها، والتغلغل إلى ساكنيها، لقد فتن بها كثير من الرجال والنساء الذين ضعف إيمانهم، وخفت عقولهم، واقتدى بهم شباب الأمة من بنين وبنات، فشغلوا أوقاتهم، وملئوا أرجاء بيوتهم بأصوات المغنين والمغنيات التي تبثها الإذاعات، أو تسجل في أشرطة تباع في الأسواق. ومن وراء ذلك الصحف والمجلات الماجنة، التي تنوه بشأن هؤلاء المطربين، وتنشر أسماءهم وصورهم على صفحاتها؛ لتعريف الناس بهم، وترويج بضاعتهم المنتنة الخبيثة، حتى لقد أصبح كثيرٌ من الشباب يعرف عن هؤلاء المغنين
الصفحة 1 / 538