والمغنيات وأغنياتهم كل دقيق وجليل، ويعرف
مواقيت بث تلك الأغاني آناء النهار والليل، ولو سألته عن معنى (لا إله إلا الله)
لقال: هاه هاه لا أدري! ولو سألته عن مواقيت الصلاة قال: لا أدري! وكيف يدري؟ ومن
أين له أن يدري؟ وهمته متجهة لضد ذلك، ووسائل الإعلام تلقنه أغنية فلان وفلانة،
وتعلن له مواعيد بثها في كل ساعة، وهذه الأغاني تشغل معظم برامج الإذاعة، وما
يفوته سماعه من المذياع، يجده مسجلاً على أشرطة تهدى له أو تباع؟!
عباد الله، من كان في شك من
تحريم الأغاني والموسيقى والمعازف، فليزل الشك باليقين، من قول رب العالمين،
والرسول الأمين، في تحريمها وبيان أضرارها، فهناك النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة
تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه، والمؤمن يكفيه دليل
واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله، فيكف إذا تكاثرت الأدلة على ذلك؟ ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36].
فاسمعوا -وفقكم
الله- قول ربكم عز وجل في تحريم الأغاني وتحذيركم منها، ووعيد من استعملها أو
استمع إليها، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن
سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ٦ وَإِذَا
تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٧﴾ [لقمان: 6، 7]، قال أكثر
المفسرين: المراد بلهو الحديث في هذه الآية: الغناء، وحلف عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه ثلاث مرات على أن المراد بلهو الحديث في هذه الآية الغناء.