واسمعوا قول نبيكم
صلى الله عليه وسلم في تحريم الغناء والمعازف، روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ
الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ» ([1])، والمعازف هي آلات
اللهو بجميع أنوعها، فذمهم النبي صلى الله عليه وسلم على استحلالها، وقرن ذلك
باستحلال الحر، وهو الفرج، يعني استحلال الزنا، وباستحلال الحرير والخمر وتوعدهم
بالخسف والمسخ، مما يدل على شناعة استباحة المعازف، وقد وردت أحاديث أخرى كثيرة في
السنن والمسانيد تدل على تحريم الغناء والمعازف. من أراد الاطلاع عليها وعلى كلام
أهل العلم في تحريم الغناء وآلات اللهو، فليطالع كتاب «إغاثة اللهفان من مصائد
الشيطان»، لابن القيم، وكتاب تلبيس إبليس، لابن الجوزي، وغيرهما، فقد ألف في تحريم
الغناء واستماعه مؤلفات كثيرة مشهورة.
عباد الله، إن مفاسد استماع
الأغاني كثيرة، وآفاته خطيرة:
منها: أنه يفسد القلب
وينبت النفاق فيه، كما قاله، غير واحد من السلف.
ومنها: أنه يمحو من القلب
محبة القرآن الكريم، فإنه لا يجتمع في القلب محبة القرآن ومحبة الألحان؛ لأن
القرآن وحي الرحمن، والغناء وحي الشيطان، ولا يجتمع وحي الرحمن ووحي الشيطان في
مكان إلا أخرج أحدهما الآخر.
ومن مضار الغناء: أنه يسخط الله عز وجل ؛ لأنه يصد عن ذكره وطاعته.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5268).