ومن مضار استماع
الأغاني: أنه سبب لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم رحمه الله:
والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب، أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في
قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها، إلا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب وولاة
السوء. انتهى كلامه رحمه الله.
ومن مضار استماع
الأغاني: أنه مجلبة للشياطين فهم قرناء المغنين والمستمعين، وما كان مجلبة
للشياطين فهو مطردة للملائكة لأنهما ضدان لا يجتمعان، فالبيت الذي ترتفع فيه أصوات
الأغاني تجتمع في الشياطين، وتبتعد عنه الملائكة، فماذا تكون حال أهل البيت الذين
يخالطون الشياطين في بيوتهم؟ فيا أسفاه على بيوت خلت من ذكر الله، وخلت من ملائكة
الرحمن، وعمرت بالأغاني، وامتلأت بالشياطين، إنها أصبحت مدارس يتخرج منا الأشقياء،
نعوذ بالله منها ومن أهلها.
ومن مفاسد استماع الأغاني: الترغيب في الزنا،
والدعوة إليه، وقد جاء في الخبر أن: الغناء رقية الزنا ولهذا يحرص المغنون على
إسماع الناس الأغاني التي فيها وصف محاسن النساء، وقصص الغرام والعشق والمجون،
وأشعار الغزل، ووصف الخدود والقدود، والثغور، والنحور، وما في معنى ذلك، مما يثير
الوجد والهوى، لاسيما وقد قرنت بأصوات المعازف، وأرسلت على أمواج الأثير، تغزو كل
بيت، وتدخل كل غرفة، ويستمع إليها كل صغير وكبير وذكر وأنثى إلا من عصم الله.
عباد الله، طهروا بيوتكم من هذه الأنجاس، واقطعوا عنها هذه الأصوات الملعونة، واعمروها بذكر الله وتلاوة القرآن، لعلكم تفلحون.