ويا من تبيع هذه
الأشرطة التي قد سجلت عليها هذه الأغاني: اعلم أنك تبيع حرامًا، وتنشر فسادًا،
وكسبك خبيث، فتب إلى الله، واستبدل بيع هذه الأشرطة ببيع أشرطة قد سجل فيها الكلم
الطيب النافع من كتاب الله وسنة رسوله، والمواعظ النافعة، والخطب والمحاضرات
المفيدة، وهي والحمد لله كثيرة ووفيرة ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى
ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ
لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾ [الطلاق: 2، 3]، ومن ترك شيئًا لله عوضه
خيرًا منه.
عباد الله، إننا لا نلحق اللوم
ونحمل المسئولية على الإذاعات التي تبث من دول كافرة، لأنه ليس بعد الكفر ذنب، ولا
يرتجى من الكافر خير، لكننا نحمل المسئولية في ذلك للمسلمين الذين يغارون على
دينهم وأخلاقهم ونسائهم وذرياتهم، فكيف يليق بهؤلاء أن يرتكبوا ما حرم الله؟ وكيف
يليق بالمسلمين الذين اعتدي على دينهم وبلادهم، وشرد إخوانهم في أقطار الأرض على
أيدي الكفار، والحروب تشتعل في أطرافهم، كيف يليق بهم مع ذلك أن يلهوا ويغنوا
ويطربوا، وهم جرحى مهددون بالأخطار؟ إن اللائق بهم والواجب عليهم أن يجّدوا
ويجتهدوا في حماية دينهم وبلادهم؛ ويحفظوا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع في
دينهم ودنياهم، من عبادة الله، وتعلم العلوم النافعة، والجهاد في سبيل الله، ونشر
دعوة الإسلام في الأرض، وإذا فعلوا ذلك لم يبق وقت للهو واللعب.
وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم، والبصيرة في أمرهم، إنه قريب مجيب.