×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 في جملة مواعظ 

الحمد لله القائل في كتابه المبين: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذاريات: 55]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه وتمسك بسُنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله وتذكروا، فإن الله سبحانه أثنى على الذين يتذكرون بآياته، ويتعظون بما يرون وما يسمعون من أيامه، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [الرعد: 19]، وقال: ﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ [غافر: 13]، كما وصفهم بأنهم أهل خشيته، فقال: ﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩  سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَى١٠ ٰ [الأعلى: 9، 10]، وإلى جانب ذلك وصف الذين لا يؤثر فيهم التذكير بأحط الصفات فقال: ﴿بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ ١٢ وَإِذَا ذُكِّرُواْ لَا يَذۡكُرُونَ ١٣ [الصافات: 12، 13]، وقال: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ١١  ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ١٢ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ ١٣  قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤  وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥ [الأعلى: 11- 15]، ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ [السجدة: 22].

عباد الله: إن العظات كثيرةٌ، وأعظمها كتاب الله العظيم، فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، قال تعالى: ﴿فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [ق: 45]، فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته، وسماعه، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه؛ فإنه خطابٌ


الشرح