×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 بصفات الشر كلها، من الكفر وعدم الإيمان، والاستهزاء بالدين وأهله، وميلهم إلى أعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام والمسلمين، وهؤلاء يسعون في إغراء العداوة بين المسلمين.

ومن صفاتهم الذميمة: أنهم بخلاء أذلاء سفهاء، ظواهرهم جميلة، بسمن أبدانهم، ونظافة ثيابهم، وحلاوة حديثهم، وبواطنهم قبيحة، ممتلئة بالكبر والحسد والرياء، وسائر الأمراض النفسية ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [المنافقون: 4] قد فضحهم الله وهتك أستارهم في سورة براءة وغيرها من سور وآيات القرآن الكريم، ليعرف المسلمون حقيقتهم، ويحذروهم، ويجاهدوهم مع الكفار والمشركين. ﴿ٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [التحريم: 9].

عباد الله، هذا هو النوع الأول من نوعي النفاق، وهذه بعض صفات أهله.

والنوع الثاني: النفاق الأصغر، وهو النفاق العملي، بأن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالفها من الغدر والخيانة، وهو المذكور في الحديث الذي سمعتموه قريبًا، وهذا النوع وإن كان لا يُخْرِجُ من الدين بالكلية، لكنه طريقٌ إلى النفاق الأكبر، فقد يوصل إلى الكفر ويجر إلى الشر، وأصول هذا النفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذا الحديث، التي أحدها: الكذب في الحديث: «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ».


الشرح