×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 والكذب في الحديث يشمل الحديث عن الله ورسوله ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ [الصف: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([1])، ومن الكذب على الله ورسوله: أن يقول: هذا حلالٌ، وهذا حرامٌ، من غير دليلٍ. ويشمل ذلك أيضًا الكذب فيما يخبر به من الأخبار، ويحدث به الناس، فمن كان هذا شأنه فقد هبط عن رتبة الصادقين إلى درك الكاذبين، وسيجره كذبه هذا إلى الفجور، وسيجره الفجور إلى النار. فلا تتساهلوا في شأن الكذب -أيها المسلمون- فإن قليله يجر إلى كثيره، ومن أكثر من شيء عرف به، والزموا الصدق، فإن من لزم الصدق نجا، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ [التوبة: 119]، وقال تعالى: ﴿هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ [المائدة: 119].

الخصلة الثانية من خصال المنافق: أنه «إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»، أي: إذا كانت عنده أمانة من الأموال أو الحقوق أو الأسرار، أضاعها ولم يحفظها، كأكل الوديعة أو جحدها، أو أنه أهدر الحقوق وأفشى الأسرار، وإذا ولي عملاً من أعمال المسلمين، تلاعب فيه بالمحاباة وأخذ الرشوة، وعطل مصالح المسلمين.

الخصلة الثالثة من خصال المنافق: أنه «إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ» فهو ينكث العهود التي بينه وبين الله والعهود التي بينه وبين الخلق، فلا يفي بالعهد الذي أمر الله بالوفاء به في قوله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡ‍ُٔولٗا ً [الإسراء: 34]، وقوله: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ [النحل: 91] والغدر بالعهود حرامٌ حتى ولو كانت المعاهدة مع الكفار، فقد أمر الله


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (110)، ومسلم رقم (3).