×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يعني» ([1]) مما يكثر أن يقول لأصحابه: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا» فَيَقُصُّ «عَلَيْهِ» ([2]) مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ لنا ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا انبعَثَا بِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ -أي فيتدحرج- «هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ» ([3]) فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ في الْمَرَّةَ الأُْولَى، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَا؟ فأخبراه: أَنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ، وَيَنَامُ عَلى الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ»([4]). وفي حديث البزار قال: ثُمَّ أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، وَلاَ يَفْتُرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ ثَقُلَتْ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلاَةِ» ([5]).

عباد الله: إن الصلاة اليوم قد خف ميزانها عند كثير من الناس فتهاونوا بها، فمنهم من يتهاون بشروطها وأركانها وواجباتها، فلا يأتي بها كاملة ولا يتعلمها ويتفهمها حتى يأتي بها على وجهها، فربما يخل بشرط من شروطها أو ركن من أركانها فلا تصح صلاته، ويستمر على هذه الحالة يظن أنه يصلي وهو لا يصلي.


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([3])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([4])  أخرجه: البخاري رقم (6640)، ومسلم رقم (2275).

([5])  أخرجه: البزار رقم (9518)، والبيهقي في ((الدلائل)) (2/398).