×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله: ﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ [الحاقة: 18] ».

ووعظ عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أصحابه فقال: «إنكم في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصةٍ، وأعمالٍ محفوظةٍ، والموت يأتي بغتةً، فمن زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبةً، ومن زرع شرًا فيوشك أن يحصد ندامةً، ولكل زارعٍ ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريصٌ ما لم يقدر له، من أُعطي خيرًا فالله أعطاه، ومن وقي شرًا فالله وقاه، فإن كل ما هو آتٍ قريبٌ، ألا وإن البعيد ما ليس آتيًا، ألا وإن السعيد من وعظ بغيره، وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى، ونفسٌ تنجيها خيرٌ من إمارةٍ لا تحصيها، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وشر الضلال الضلالة بعد الهدى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والريب من الكفر، وشر العمى عمى القلب، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دُبرًا، ولا يذكر الله إلا هجرًا، وشر المكاسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، وإنما يصير المرء إلى أربعة أذرعٍ، والأمر إلى الآخرة، وملاك العمل خواتمه، وأشرف الموت قتل الشهداء، ومن يستكبر يضعه الله، ومن يعص الله يطع الشيطان.

ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس بالدنيا يفرحون، وببكائه من خشية الله إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون حكيمًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا، ولا غافلاً، ولا صخابًا،


الشرح