×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 ولا صياحًا. ولا حديدًا، من تطاول تعاظمًا حطه الله، ومن تواضع تخشعًا رفعه الله.

وإن للملك لمةً وللشيطان لمةً؛ فلمة الملك إيعادٌ بالخير، وتصديق بالحق، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله، ولمة الشيطان إيعادٌ بالشر وتكذيب بالحق، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا بالله.

إن الناس قد أحسنوا القول، فمن وافق قوله فعله فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فذاك إنما يوبخ نفسه، لا ألفَيَنَّ أحدكم جيفة ليلٍ، قُطْرُبَ نهارٍ، من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدًا، ما دمت في صلاةٍ فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له، إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسمًا وأمرضهم قلبًا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبًا وأمرضهم جسمًا، وايم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم، لكنتم أهون على الله من الجعلان.

ما كان من نظرةٍ فإن للشيطان فيها مطعمًا، مع كل فرحةٍ ترحةٍ، وما ملئ بيت حبرةً إلا ملئ عبرةٍ، وما منكم إلا ضيفٌ، وماله عاريةٌ، فالضيف مرتحلٌ، والعاريةُ، مؤداةٌ إلى أهلها.

يكون في آخر الزمان أقوامٌ أفضل أعمالهم التلاوم بينهم، وإذا أحب الرجل أن ينصف من نفسه فليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، الحق ثقيلُ مريءٌ، والباطل خفيفٌ وبيءٌ، رب شهوةٍ تورث حزنًا طويلاً، ما على وجه الأرض شيءٌ أحوج إلى طول سجنٍ من لسانٍ.

من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يأكله السوس ويناله السراق، فليفعل، فإن قلب الرجل مع كنزه، لا يقلدن أحدكم دينه


الشرح