وأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أن ذكر الله غراسُ الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ» ([1])، وقال: «اسْتَكْثِرُوا
مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ»، قِيلَ: وَمَا هِي يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «التَّكْبِيرُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالْحَمْدُ لِلهِ،
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ([2]).
وقد فرض الله على
المسلمين أن يذكروه كل يوم وليلة خمس مرات بإقامة الصلوات في مواقيتها المؤقتة،
وشرع لهم مع هذه الفرائض الخمس أن يذكروه ذكرًا يكون لهم نافلةً؛ أي زائدًا عن
الصلوات الخمس، وهو نوعان:
أحدهما: ما هو من جنس
الصلوات، فشرع لهم أن يُصلوا مع الصلوات الخمس قبلها أو بعدها، أو قبلها وبعدها،
سُننًا تكون زيادة على الفريضة، فإن كان في الفريضة نقصٌ جُبر نقصها بهذه النوافل،
وإلا كانت النوافل زيادة على الفرائض. ولما كان بين صلاة العشاء وصلاة الفجر، وبين
صلاة الفجر وصلاة الظُهر، وقتٌ طويل، شرع سبحانه صلاة الوتر وقيام الليل، وشرع
صلاة الضُحى؛ لئلا يطول وقتُ الغفلة عن ذكر الله.
والنوع الثاني: ذكر الله باللسان، وهو مشروع في جميع الأوقات، ويتأكد عقيب الصلوات المفروضات بأن يذكر الله عقب كل صلاةٍ منها مائة مرة، ما بين تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل، ويُستحب ذكر الله بعد الصلاتين اللتين يُنهى عن التطوع بالصلاة بعدهما، وهما الفجر
([1]) أخرجه: الطبراني في ((الكبير)) رقم (326)، وابن أبي شيبة في ((مصنفه)) رقم (29457).