×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

عباد الله، إن مهمة تربية الأولاد مهمةٌ عظيمةٌ، يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها، ويعدوا العدة لمواجهتها، خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن، واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد، حتى صار الأب مع أولاده بمثابة راعي الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها أكلتها الذئاب.

إن عناية الإسلام بتربية الأولاد واستصلاحهم تبدوا واضحة في وقت مبكر، حيث يشرع للرجل أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والأخلاق الفاضلة، لأنها بمنزلة التربة التي تلقى بها البذور، ولأنها إذا كانت صالحة صارت عونًا للأب على تربية الأولاد، كما أنه يشرع للزوج عند اتصاله بزوجته أن يدعو فيقول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا.

فإن رزق مولودًا استحب له أن يؤذن في أذنه اليمنى، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، كما وردت بذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما. والحكمة في ذلك -والله أعلم- ليكون أول ما يسمع المولود كلمات الأذان، «المتضمنة لكبرياء الله وعظمته والشهادة، وليهرب الشيطان من كلمات الأذان» ([1]). وتكون دعوة المولود إلى دين الإسلام سابقةً على دعوة الشيطان.

ويختار الأب لولده الاسم الحسن، فقد أمر صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء، ثم يختنه بإزالة القلفة، لما في إزالتها من التحسين والتنظيف، والختان من أظهر الشعائر التي يفرق بها بين المسلم والنصراني، وهو من خصال الفطرة. ويعق عنه، بأن يذبح عن الذكر شاتين وعن الجارية شاة،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.