ُفيَطِّرُ به
الصَّائِمَ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُعْطِي اللهُ هَذَا الثَّوَابَ
لِمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ، أَوْ تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ
مَاءٍ، ومَنْ سَقَى صَائِمًا سَقَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ
يَظْمَأُ بَعْدَها حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ
فِيهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ،
وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ
مِنَ النَّارِ، فَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ
تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لاَ غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، أَمَّا
الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ
لاَ غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ
مِنَ النَّارِ».([1])
أيها المسلمون: في هذا الحديث الشريف بيان خصائص هذا الشهر المبارك فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شهرٌ عظيمٌ مباركٌ، وهذان الوصفان يضيفان عليه ميزة خاصة على غيره من الشهور، فكل لحظة من هذا الشهر تتصف بالعظمة والبركة، بركة في الوقت وبركة في العمل وبركة في الجزاء، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، فمن مزايا هذا الشهر اشتماله على هذه الليلة العظيمة التي لا توجد في غيره، تلكم الليلة التي وصفت في القرآن بأوصاف عظيمة، فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر: 1]. وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القرآن أنزل جملةً واحدةً إلى بيت العزة من السماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر. وهي خير من ألف شهر؛ أي: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر. وهي ليلة مباركة؛ كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ﴾ [الدخان: 3]،
([1]) أخرجه: ابن خزيمة رقم (1887)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (3608).