×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

أيها المسلم، يا من بنيت حياتك على الاستقامة في هذا الشهر المُبارك، دُم على ذلك في بقية حياتك، ولا تهدم ما بنيت بعودك إلى المعاصي فتكون: ﴿كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا [النحل: 92] يا من أعتقهُ مولاهُ من النار، إياك أن تعود إليها بفعل المعاصي والأوزار، يا من اعتاد حُضور المساجد وعمارة بيوت الله بالطاعة وأداء صلاة الجُمعة والجماعة، واصل هذه الخُطوة المُباركة، ولا تُقلل صلتك بالمساجد فتُشارك المُنافقين الذين ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ [التوبة: 54] ولا تهجُر المساجد وتنقطع عنها نهائيًا فيختم الله على قلبك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد منبره: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ. أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ. ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» ([1]). رواه الإمام مُسلم.

يا من تعودت تلاوة القُرآن في هذا الشهر داوم على تلاوته، ولا تقطع صلتك به فإنه حبل الله المتينُ، وهو روح من أمر الله وهُدىً ونور وشفاءُ لما في الصُدُور. هو شفيعك عند ربك وحُجتك يوم القيامة فلا تُعرض عنه بعد رمضان فإنه لا غنى لك عنه بحال من الأحوال.

يا من اعتدت قيام الليل استمر في هذه المسيرة الطيبة فاجعل لك حظًا مُستمرًا من قيام الليل ولو كان قليلاً ترفع فيه حوائجك إلى ربك وتكون ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا [السجدة: 16] وتكون مع المستغفرين بالأسحار.

يا من اعتدت الصيام في رمضان امض في هذه العادة الحميدة فإن الصيام لا يزال مشروعًا في العام كُله وهُناك أيام من السنة حث


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (865).