النبي صلى الله عليه
وسلم على صيامها، منها صيام ستة أيام من شوال؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًا مِنْ شَوَّالٍ، كَان كَصِيام الدَّهْرَ»
([1]) رواه مُسلمٌ. فصُم
هذه الست في أول شوال أو في وسطه أو في آخره، صُمها مُتتابعة أو متفرقة في الشهر،
ولا تترُكها فتُحرم هذا الثواب العظيم. ومنها صيام ثلاثة أيام من كل شهر. ومنها
صوم يوم عرفة. ومنها صيام يوم عاشوراء ويوم قبلة أو بعدهُ. ومنها صيام يوم الاثنين
والخميس. ومنها صيام عشر ذي الحجة. ومنها صيام شهر الله المحرم. كل هذه أيام
يُستحب صيامُها ومن أراد الزيادة فليصم يومًا ويُفطر يومًا كما أرشد إلى ذلك النبي
صلى الله عليه وسلم.
يا من تعودت في هذا
الشهر المبارك بذل الصدقات والإحسان واصل مسيرتك الخيرة في بقية السنة فتصدق: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي
ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: 88] وتحر في صدقتك المحاويج المُتعففين عن السؤال.
وهكذا أيها
المسلمون، إن انقضى شهر رمضان فإن عمل المُؤمن لا ينقضي قبل الموت، قال الله
تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، وقال عيسى عن ربه
عز وجل: ﴿وَأَوۡصَٰنِي
بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا﴾ [مريم: 31]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: لقد شرع اللهُ لكم في ختام هذا الشهر المُبارك عبادات تزيدكم من الله قُربًا، فشرع لكم صدقة الفطر وهي فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكبير والصغير والذكر والأنثى والحُر
([1]) أخرجه:مسلم رقم (1164).