وفي البدع مفاسد
عظيمة منها: أنها تحل محل السنن كما سبق. فكلما جاءت بدعة تركت سنة وهكذا حتى يقضى
على الدين بالكلية. ولهذا تجدون أصحاب البدع يحرصون عليها أكثر مما يحرصون على
السنن؛ لأن الشيطان يزينها لهم.
ومنها: أن صاحب البدعة يرى
أن الدين ناقص فهو يريد أن يكمله ببدعته، وإلا فلو كان يرى أن الدين كامل لاستغنى
به عن البدع.
ومنها: أن أصحاب البدع
يزهدون في السنن وتفتر عزائمهم عن العمل بها وينشطون في البدع، فلذلك نجدهم ينفقون
أموالهم وينصبون أبدانهم ويضيعون أوقاتهم في إحياء البدع.
ومنها: أن البدع تعيد
الجاهلية إلى حياة الناس فتورث التفرق والاختلاف، وكل فريق يرى أن ما هو عليه أحسن
مما عليه الآخر؛ كما قال الله تعالى ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53] وكما قال سبحانه: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ
ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ﴾ [الأنعام: 153].
أما السنن فإنها
تجمع الناس وتؤلف بين قلوبهم فيكونون إخوة متحابين على منهج واحد ودين واحد
ممتثلين قوله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103].
ومن مفاسد البدع: أنها تورث
الاستكبار عن الحق، فالمبتدع إذا دعي إلى الحق لا يمتثل، ويتمسك ببدعته ويدافع
عنها.
ومن مفاسد البدع: أنها تفسد الدين الصحيح، وهذا ما يريده شياطين الجن والإنس من الكفار والمنافقين، فأعداء الدين يحاولون إفساده بشتى الوسائل، وأهم سلاح يستخدمونه في ذلك هو البدع والخرافات ليشوهوا بها الإسلام ويغطوا بها وجه الدين الصحيح، حتى