×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

يظن من لا يعرف حقيقة الإسلام أنه مجموعة من الخرافات والطقوس الفارغة فينصرف عنه من يريد الدخول فيه.

أضف إلى ذلك أن الذين يرجون البدع يجنون من ورائها مكاسب مادية أو يتمكنون بها من نيل شهواتهم المحرمة، فكم ينفق في إحياء هذه البدع من أموال، وكم يهتك فيها من أعراض بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء بلا وازع ولا رادع.

هذا ولوسائل الإعلام من صحافة وإذاعات دور كبير في ترويج هذه البدع وبثها في أرجاء المعمورة، حيث ينقلون لها صورًا حية إلى مختلف البلاد فيغتر بها من يسمع أو يقرأ عنها ويظنها من الدين. كما أن لعلماء السوء دورًا أكبر في إحياء البدع وترويجها وإلباسها لباس الشرعية، فيتعين على العلماء والخطباء أن يحذروا الناس منها.

عباد الله: ومن البدع المحدثة في الدين ما يفعل في هذه الأيام القريبة في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، وهو كغيره من الاحتفالات يشتمل على منكرات فظيعة من شرك وبدع، وهذا الاحتفال محدث في دين الإسلام لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا القرون المفضلة، وإنما حدث في العصور المتأخرة من جملة ما حدث من البدع المخالفة للهدي النبوي، على نمط ما يفعله النصارى في دينهم، مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» ([1]). ومن العجيب أن كثيرًا ممن يحيون بدعة الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج يهتمون بهذه البدعة ولا يهتمون بالصلوات


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3269)، ومسلم رقم (2669).