وقد أمر الله بذكره في هذه الأيام المعدودات؛
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ،
وَذِكْرٍ لله عز وجل » ([1]).
عباد الله، وذكر الله عز وجل
المأمور به في هذه الأيام أنواع متعددةُ؛ منها ذكر الله عز وجل عقب الصلوات
المكتوبات بالتكبير في أدبارها بعد السلام وذلك من فجر يوم عرفة إلى آخر اليوم
الثالث من أيام التشريق، ويُسمى بالتكبير المقيد، فإذا سلم من الصلاة المكتوبة
قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام: ذكرهُ بالتسمية والتكبير عند ذبح النُسك من الهدي والأضاحي، فإن ذبح الأضاحي سُنةٌ مؤكدةٌ من سُنة إبراهيم الخليل عليه السلام ومن سُنة خاتم المرسلين نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم. فيذبح المسلم الأضحية عنه وعن أهل بيته، ويذبح الأضحية عن الأموات من أقاربه وعن غيرهم من المسلمين، وفيها أجرٌ عظيمٌ، وثواب جزيل، ويأكل من هذه الأضاحي ويُهدي منها لجيرانه، ويتصدق منها على الفقراء والمساكين. ويمتد وقت ذبح الأضاحي إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة على الصحيح من أقوال العلماء. السن المجزئ فيها من الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ومن البقر ما تم له سنتان، من الإبل ما تم له خمس سنين، وتُجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيته وتُجزئُ البقرة والبدنة عن سبع أضاح. ويتجنب المعيبة والمريضة والهزيلة. وأفضل كل جنس من هذه الأجناس أسمنهُ وأوفره لحمًا ثم أغلاه ثمنًا، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1141).