مضروبة على من خالف
أمره، فالعزة لأهل طاعته، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ
حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنفال: 64]، أي: الله وحده
كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحدٍ.
أيها المسلمون، إن طاعة الرسول
طاعة لله، كما قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80]، فأي مسلم بلغته
سُنة الرسول وجب عليه اتباعها، وافقت هواهُ أو خالفته، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» ([1]). وإن إنسانًا يزعم
أنه متبعٌ لهذا الرسول، ولكنه عندما تبلغه سُنته لا يأخذ منها إلا ما وافق هواهُ،
فإنه كاذب في زعمه، وإنما هو متبعٌ لهواه، كما قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ
أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [القصص: 50]، وقد عاب الله على
بني إسرائيل هذا الصنيع مع أنبيائهم، كما قال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ
ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ﴾ [البقرة: 87].
فبحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية من الله والنصرة، كما أنه بحسب متابعته تكون الهداية والصلاح والنجاح، فالله تعالى علق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهُدى والأمن والفلاح وطيب العيش في الدُنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة.
([1]) أخرجه: ابن أبي عاصم في ((السنة)) رقم (15)، وابن بطه في ((الإبانة)) رقم (279).