×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

قَالُوا: يا رسول الله لَيْسَ كُلُّنَا يَجِد مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُعْطِي اللهُ هَذَا الثَّوَابَ لِمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ، أَوْ تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، ومَنْ سَقَى صَائِمًا سَقَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَأُ بَعْدَها أبدًا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ فَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لاَ غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، أَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لاَ غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ» ([1])رواه ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا مَرَّ بِالْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ وَلاَ مَرَّ بِالْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ» ([2]).

أيها المسلمون، اشكروا الله إذ بلغكم شهر رمضان، وسلوه الإعانة على فعل الخيرات وتقديم الطاعات، وأن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم، ويغفر لكم سيئاتكم. واعمروا أوقاته بالأعمال الصالحة؛ فإنها هي التجارة الرابحة، فإن ربكم قد أتاح لكم الفرصة وأعطاكم المهلة ومكنكم من العمل الذي ينفعكم، فلا تضيعوا هذا الشهر باللهو والغفلة والإقبال على طلب الدنيا.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن خزيمة رقم (1887)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (3608).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (10783)، وابن خزيمة رقم (1884).