وإنه لا مانع من
تناول الطيبات، وفعل المُباحات، وإظهار الفرح والسرور بالعيد، بل ذلك مُستحب مع
المحافظة على فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله، وعدم الإسراف والخُيلاء، ومع
الاستغفار والتوبة وسؤال الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، فقد كان الصحابة مع
جلالة ما يؤدون من صالح الأعمال يخافون أن تُرد عليهم كما ذكر الله عنهم بقوله عز
وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ
يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ
رَٰجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60] وأخبارهم في ذلك مشهورة.
إن كثيرًا من الناس
تضيع أوقاتهم بعد العيد بالسهرات والرقصات الشعبية واللهو واللعب، ورُبما تركوا
أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة. فكأنهم يُريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان
من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويُجددوا عهدهم مع الشيطان الذي قل تعاملهم معه في
شهر رمضان. إن أولئك حريون ألا يُقبل منهم رمضان؛ لأن من شروط صحة التوبة العزم
على عدم العودة إلى الذنب بعدها. وهؤلاء تركوا الذنوب تركًا مؤقتًا ثم عادوا
إليها، وهذا لا يُعتبر توبةً؛ لأنهم إنما تركوها لعارضٍ، ثم عادوا إليها بعد
زواله. فاتقوا الله عباد الله. إن أصدق الحديث كتاب الله... إلخ.
الصفحة 2 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد