أيها المسلمون: إن التوبة ليست مجرد
لفظ يتردد على اللسان، من غير التزام لمدلولها، إن مدلول التوبة هو الرجوع من
المعصية إلى الطاعة، وذلك لا يكون إلا بتوفر شروط التوبة، التي هي:
أولاً: الإقلاع عن الذنب؛
أي: تركه والابتعاد عنه وعن أسبابه الموصلة إليه.
ثانيًا: الندم على
ارتكابه؛ بأن يحزنه ويسوءه ما وقع منه من المعصية، ويستحي من ربه.
ثالثًا: أن يعزم عزمًا
جازمًا على ألا يعود إلى هذا الذنب مرة أخري طول حياته.
رابعًا: وإذا كان الذنب
الذي تاب منه يتعلق بحق المخلوق، فلا بد أن يتحلل منه، ويطلب منه المسامحة، فإن
كان هذا الحق مالاً قد أخذه منه بغير حق اغتصابًا أو سرقة أو خيانة في معاملة أو
وديعة أو عارية وجب رده إليه إن كان باقيًا أو رد قيمته إن كان تالفًا.
وإن كان الحق غير
مالي، كأن استطال في عرضه بغيبة أو نميمة، أو سب أو شتم، وجب عليه أن يستسمحه إن
أمكن، أو يدعو له ويثني عليه إذا لم يمكن التحلل منه، أو خاف من إخباره بذلك ضررا
أكبر.
وإن تعدي عليه في
بدنه بضرب أو قطع طرف أو جراحة، وجب عليه أن يمكِّنه من الاقتصاص منه بقدر مظلمته،
إن شاء صاحب الحق الاقتصاص، أو يعفو عنه إن شاء العفو.
وإن كان الحق حدَّ
قذف ونحوه، مكّنه منه، أو طلب عفوه.
روي البخاري في
صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ
كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَِخِيهِ عَنْ عَرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ،
فَلْيَتَحَلَّلْه مِنْهُ