وأما النصيحة لعامة
المسلمين فمعناها: أن يُحب لهم ما يُحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه،
ويشفق عليهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويرشد ضالهم، ويعلم جاهلهم، ويأمرهم
بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، وألا يغشهم إذا استشاروه في أمره، ولا يغشهم في
البيع والشراء وسائر المعاملات، وإذا تولى شيئًا من أمورهم قام به خير قيام، ونظر
في مصالحهم، ودفع المضار عنهم، فلا يخونهم إذا ائتمنوه، ولا يغدر بهم إذا عاهدوه،
لا ينِمُّ ولا يغتاب، ولا يغش ولا يخدع ولا يُحابي في حكمه، ولا يبخس الناس
حقوقهم.
لكن مع الأسف
الشديد، النصيحة لعامة المسلمين في هذا الزمان قد قلت أو فقدت، وحلت محلها
الأنانية والأثرة في مجتمعات المسلمين، فالمعاملات التجارية دخلها الغش والمكر
والخديعة والتدليس والأيمان الكاذبة، والخصومات دخلها الكذب والفجور وشهادات
الزور.
والوظائف دخلها
التساهل بالمسؤوليات، وتضييع أعمالها، وتعاطي الرشوة، وحرمان المستحق، وتقديم غير
المستحق.
والتجارة يغلب فيها
جشع التُجار، والنظرة المادية، دون مبالاة بنوعية الكسب وطرق الكسب، ثم المماطلة
بالحقوق الواجبة في أموالهم لغيرهم، أو جحدها ومنعها بالكلية إن قدروا على ذلك.
ثم واقع المسلمين فيما بينهم يغلب عليه التقاطع والتدابر، والحسد، وتكبر القوي على الضعيف، والغني على الفقير، إنها حالة مؤسفة وواقع مؤلم!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد