×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ومتى يكون العمل حسنًا؟ إنه لا يكون العمل حسنًا -بل لا يكون مقبولاً عند الله- إلا إذا توفر فيه شرطان أساسيان:

الشرط الأول: أن يكون خالصًا لوجه الله من كل شائبة شرك أكبر أو أصغر.

والشرط الثاني: أن يكون على وفق سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاليًا من البدع والمُحدثات. وقد دل على هذين الشرطين آيات كثيرة من كتاب الله، كما في قوله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ  [:البقرة 112]، أي: أخلص عمله له ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ  [:البقرة 112]،، أي: مُتبعٌ للرسول صلى الله عليه وسلم:  ﴿فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [:البقرة 112]، فالعمل الذي يخلو من هذين الشرطين: أو أحدهما، يكون وبالاً على صاحبه، وتعبًا بلا فائدةٍ، قال تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢  عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣  تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤ الآيات [الغاشية: 2- 4].

وتارة يُخبر تعالى أنه ما خلق الجن والإنس إلا لعبادته المتمثلة في العمل الصالح، فيقول: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، ثم بين أنه سبحانه ليس بحاجةٍ إلى خلقه، بل هم المحتاجون إليه، فقال: ﴿مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ [الذاريات: 57].

عباد الله: إن الله سبحانه أخبر أن أعمالنا تُحصى وتُحفظ وتُكتب، قال تعالى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧  مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١ [ق: 17- 18]، ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١  كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١  يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١ [الانفطار: 10- 12]، ﴿هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الجاثية: 29]، ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ [يس: 12].


الشرح