ومتى يكون العمل
حسنًا؟ إنه لا يكون العمل حسنًا -بل لا يكون مقبولاً عند الله- إلا إذا توفر فيه
شرطان أساسيان:
الشرط الأول: أن يكون خالصًا
لوجه الله من كل شائبة شرك أكبر أو أصغر.
والشرط الثاني: أن يكون على وفق
سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاليًا من البدع والمُحدثات. وقد دل على هذين
الشرطين آيات كثيرة من كتاب الله، كما في قوله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ [:البقرة 112]، أي: أخلص عمله له ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾ [:البقرة 112]،، أي: مُتبعٌ
للرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [:البقرة 112]، فالعمل الذي يخلو
من هذين الشرطين: أو أحدهما، يكون وبالاً على صاحبه، وتعبًا بلا فائدةٍ، قال
تعالى: ﴿وُجُوهٞ
يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ
٤﴾ الآيات [الغاشية: 2- 4].
وتارة يُخبر تعالى
أنه ما خلق الجن والإنس إلا لعبادته المتمثلة في العمل الصالح، فيقول: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ثم بين أنه سبحانه ليس
بحاجةٍ إلى خلقه، بل هم المحتاجون إليه، فقال: ﴿مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ﴾ [الذاريات: 57].
عباد الله: إن الله
سبحانه أخبر أن أعمالنا تُحصى وتُحفظ وتُكتب، قال تعالى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ
قَعِيدٞ ١٧ مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ
إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١﴾ [ق: 17- 18]، ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا
تَفۡعَلُونَ ١﴾ [الانفطار: 10- 12]، ﴿هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا
نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [الجاثية: 29]، ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ
ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ
أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ﴾ [يس: 12].