×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 من ذلك: إقامة السهرات والحفلات في الفنادق وغيرها، واستقدام المطربين والمطربات ليرفعوا أصواتهم بواسطة مكبرات الصوت بالألحان والمزامير، وفي حشود مختلطة من الرجال والنساء، ويؤتى بالعروسين أمام الناس، لتؤخذ لهما الصور المحرمة، وربما تكون العروس سافرة على هيئة النساء الخليعات، فقد انقلب هذا الزواج إلى بؤرة فساد، تعلن فيه محادة الله ورسوله بارتكاب المعاصي، ويتبع ذلك أن الزوج يسافر بزوجته على إثر الزواج لقضاء ما يسمونه بشهر العسل، في بلاد خليعة من البلاد الخارجية، ليخلعا هناك جلباب الحياء والحشمة، ويعودا إلينا يحملان كل فكرة سيئة وتنكر لدينهم وبلادهم، إنها مخاز يندى لها الجبين، وتستغيث منها الكرامة، ولكن: ما لجرح بميت إيلام!

عباد الله، إن عرقلة الزواج بهذه الأمور وبغيرها يترتب عليها مفاسد عظيمة: منها: قلة الزواج، بسبب العجز عن كلفه مما يفضي إلى الفساد بممارسة الفاحشة بين الرجال والنساء؛ لأن منع المشروع يفضي إلى غير المشروع، فكل شيء جاوز حده انقلب إلى ضده.

ومنها: حصول الإسراف والتبذير المحرمين شرعًا في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة.

ومنها: غش الولي لموليته، بامتناعه من تزويجها بالكفء الصالح، الذي يظن أنه لا يدفع له صداقًا كثيرًا، أو لا يبذل هذا الكلف الطائلة، فيعدل عنه إلى تزويج من يبذل هذه الأشياء ولو كان غير مرضي من جهة دينه وخلقه، ولا يرجى للمرأة الهناء عنده، وهذا هو العضل الذي يعتبر من تكرر منه فاسقًا ناقص الدين ساقط العدالة، حتى يتوب إلى الله.


الشرح