بِقُرُونِهَا،
وَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ
أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى
بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى
النَّارِ» ([1]) الحديث.
أيها التاجر، إنك مسؤول عن
مالك، قليله وكثيره، في موقف لا ينفع فيه إلا الصدق، تسأل: من أين اكتسبته وفيما
أنفقته؟ فما جوابك حينذاك؟ وما عاقبتك بعد هذا الجواب؟
أيها التاجر، لا يحملنك حب
المال على المغامرة في اكتسابه وجمعه دون تفكير في عواقبه، لا يحملنك حب المال على
أن تكذب في معاملتك، أو تفجر في خصومتك، أو تحلف اليمين الغموس؛ لتروج بها
مبيعاتك، أو تغش في سلعتك، أو تخدع إخوانك، أو تطفف المكيال والميزان، أو تتعامل
بالربا.
اقنع بالكسب الحلال ففيه الخير والبركة، وألزم الصدق ففيه النجاة، ولا تغتر بالذين ورطوا أنفسهم في المعاملات المحرمة، ومنعوا الحقوق الواجبة، ولا تظن أنك حصلت هذا المال بحولك وقوتك، وإنما هو فضل من الله أسداه إليك، وعارية بيدك سينتقل إلى غيرك، وليس لك منه إلا ما قدمت لآخرتك، فاتق الله فيه، وتأمل ما ذكره الله في قصة قارون، ليكون لك منه عبرة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ ٧٦ وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٧٧ قَالَ
([1])أخرجه: مسلم رقم (987)