تأملات في أركان الإسلام
الحمد لله رب العالمين، شرع لعباده من هذه الأمة أكمل الشرائع وأيسر الأديان، وجعلها من خير أمة أخرجت للناس، فهي آخر الأمم في الدنيا وأول الأمم يوم القيامة؛ لما يحتويه دينها الذي هو خاتم الديانات السماوية من خير للبشرية، في مصادره وموارده وأحكامه وتشريعاته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها المسلمون، اتقوا الله واعلموا أن دين الإسلام هو النعمة الكبرى التي أسداها الله على عباده حيث يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3] هذا الإسلام العظيم مبني على أركان خمسة، إذا تأملتها وجدت كل ركن منها يشتمل على مصالح عظيمة ومنافع جمة لا تدخل تحت الحصر، وحسبنا في هذا المقام أن نشير إلى ما تيسر منها على ضوء ما ورد في الأدلة، وشهد له الواقع الحسن؛ فإن من شُكْرِ النعمة التحدث بها ظاهرًا، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾ [الضحى: 11].
فالركن الأول هو الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذا الركن يعني الإخلاص لله تعالى في العبادة وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. فمن قام به حق القيام استحق السعادة في الدنيا والآخرة: أما في الدنيا فإنه يخرج به من ملة الكفر إلى ملة الإسلام
الصفحة 1 / 538