ويحفظ دمه وماله، قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ، حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِْسْلاَم»([1]) وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ» ([2]). واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يقيك البدع المضلة، وتحصل به على محبة الله لك ومغفرته لذنوبك؛ فقد قال الله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ﴾ [النساء: 80]، فاتباعه صلى الله عليه وسلم هو من معنى الشهادة له بالرسالة.
وأما الركن الثاني من أركان الإسلام هو: إقامة الصلاة، فالصلاة صلة بين العبد وبين ربه، يتقرب بها إليه، ويرفع فيها إليه حوائجه، ويتطهر بها من ذنوبه وسيئاته، وهي تشتمل على أنواع من العبادات القولية والفعلية: عبادات القلب والجوارح، لا تجتمع في غيرها، وهي عون على الشدائد وصعوبات الحياة، قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ ﴾ [البقرة: 45]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾[البقرة: 153].
وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة؛ لأنه يجد فيها من طمأنينة قلبه ونعيم روحه ما ينسيه هموم الدنيا ويعين على مواجهة مشاق الحياة ويفتح له أبوابًا من الفرج. والصلاة أيضًا تعدل سلوك الإنسان وتوجهه نحو الخير، وتجنبه ما يستقبح من الأقوال والأفعال؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1335)، ومسلم رقم (20).