وأعلى من ذلك أنها تشتمل على ذكر الله ﴿وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45] والصلاة أيضًا تهذب النفس وتكسب الإنسان الصبر على الضراء والشكر عند الرخاء؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢﴾ [المعارج: 19- 22]. والصلاة أيضًا لقاء ومقابلة مع الله جل شأنه؛ كما صح في الحديث أن الله ينصب وجهه قِبَلَ وجه المصلي ويستمع لمناجاته ويجيبه إذا سأله.. تأملوا سورة الفاتحة التي تقرؤونها في كل ركعة وما تشتمل عليه من الثناء على الله ودعائه!.
وأما الركن الثالث من أركان الإسلام هو: إيتاء الزكاة، ففيه من المنافع ما هو واضح للعيان؛ فهو تطهير للنفس من الشح والبخل اللذين هما من أسوأ الأمراض النفسية؛ قال تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]، وقال: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [آل عمران: 180].
وفي إيتاء الزكاة أيضًا تنمية للمال واستنزال للبركة فيه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ» ([1]) بل تزيده. وهذا المعنى يؤخذ من لفظ الزكاة؛ فإن معناه: النماء والزيادة. وفي إيتاء الزكاة إحسان إلى الفقراء والمساكين وإنعاش للمرافق الخيرية من إعانة المجاهدين في سبيل الله وفك الرقاب ([2])وإعانة الغارمين وإسعاف ابن السبيل المنقطع؛ قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]، وقال
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1674)، وأبو يعلى في ((مسنده)) رقم (849)، والطبراني في ((الأوسط)))) رقم (2270).