×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وفي الصيام أيضًا تذكير للصائم بحاجة الفقراء والمساكين الذين لا يجدون ما يأكلون عند الحاجة فيعطف عليهم كما أن في الصيام أيضًا كبحًا لجماح النفس وسدًّا لمنافذ الشيطان في الإنسان؛ فإن الشبع وتمكين النفس من شهواتها مما يدعو إلى الأشر والبطر؛ قال تعالى:﴿كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦  أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧ [العلق: 6، 7]، وفي الصيام أسرار عجيبة وخيرات كثيرة يمكننا أن نستنبطها من قوله تعالى  ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُون[البقرة: 183]. فهو سبب للتقوى التي علق الله عليها كل خير ووصف أهلها بكل بر.

والركن الخامس من أركان الإسلام هو: الحج وفيه من المنافع العاجلة والآجلة ما لا يدخل تحت حصر، وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فضله؛ فقد روى الطبراني في «الكبير» والبزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلَّمَا، ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسألك. فقال: «إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا جِئْتُمَا تَسْأَلاَنِي عَنْهُ فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتُمَا أَنْ أُمْسِكَ وَتَسْأَلاَنِي فَعَلْتُ». فقالا: أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري: سل. فقال: أخبرني يا رسول الله فقال: «جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ وَمَا لَكَ فِيهِمَا، وَعَنْ طَوَافِكَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ وُقُوفِكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ نَحْرِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ، مَعَ الإِْفَاضَةِ»، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لعَنْ هَذَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ قالَ: «فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ


الشرح