×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

فيكون محسوبًا من جملة المسلمين وهو ليس منهم وهذا أمر خطير وموقف دقيق يحتاج إلى بصيرة نافذة يحصل بها الفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال؛ إذ كثيرًا ما يلتبس هذا الموقف على كثير من الناس بسبب جهله بنواقض الإسلام وأسباب الردة، فيظن أن من أدى شيئًا من شعائر الإسلام صار مسلمًا ولو ارتكب شيئًا من المكفرات، وهذا الظن الفاسد إنما نشأ من الجهل بحقيقة الإسلام وما يناقضه. وهذا واقع مؤلم يعيشه كثير من الناس في عصرنا هذا ممن لا يميزون بين الحق والباطل والهدى والضلال، فصاروا يطلقون اسم الإسلام على من يؤدي بعض شعائره ولو ارتكب ألف ناقض. ولم يعلم هؤلاء أن من ادعى الإسلام ومارس بعض العبادات ثم ارتكب شيئًا من نواقضه، فهو بمثابة من يتوضأ ثم يحدث، فهل يبقى لوضوء أثر؟!

إن الإسلام ليس مجرد دعوى بلا حقيقة، ولا هو جمع بين المتناقضات، إن الإسلام دين الحق والصدق، إن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، إن الإسلام وحدة كاملة لا تتجزأ، لا بد من القيام بشعائره وحقوقه وتجنب نواقضه، إن الإسلام دين ودولة، عبادة وحكم وعمل، دعوة وجهاد، وبالجملة فالإسلام يحكم جميع التصرفات والتحركات الصادرة من معتنقيه.

عباد الله: إنه لا يكون الرجل مسلمًا بمجرد الانتساب إلى الإسلام مع البقاء على ما يناقضه من الأمور الكفرية، كما أنه لا يكفي مدح الإسلام والثناء عليه من غير تمسك «بأهدابه» ([1]) وبآدابه وعمل


الشرح

([1])  استبدال من طبعة دار المعارف.