بأحكامه. فاليوم المنتسبون إلى الإسلام كثير ولكن المسلمين منهم بالمعنى الصحيح قليل. واليوم نسمع كثيرًا ونقرأ كثيرًا من مدح الإسلام ولكن إذا رجعنا إلى مجال التطبيق والعمل وجدنا الشُّقَّةَ بعيدة بين حقيقة الإسلام وبين كثير ممن يمدحونه ويثنون عليه. وإنه لمن الظلم الواضح والضلال المبين أن نطلق اسم الإسلام على من لا يستحقه لمجرد أنه يدعيه أو يمدحه ويثني عليه وهو بعيد عنه بأفعاله وتصرفاته. كما أنه من الظلم الواضح والضلال المبين أن نصف بالإسلام من هو مرتكب لما يناقضه من أنواع الردة لمجرد أنه يصوم أو يصلي أو يمارس شيئًا من شعائره، وهذا منا إما نتيجة جهل بحقيقة الإسلام أو اتباع للهوى، وكلا الأمرين خطير وقبيح.
عباد الله: إن نواقض الإسلام كثيرة وأسباب الردة متعددة لكننا نذكر منها ما يكثر وقوعه اليوم في مجتمعاتنا لنكون على بينة منه لنحذره، فمنها:
الشرك في عبادة الله تعالى، مثل ما يُفْعَلُ اليوم عند القبور من التقرب إلى الموتى بطلب الحاجات منهم، وصرف النذور لهم، والذبح لأضرحتهم، والذبح للجن لطلب شفاء المريض، وهذا واقع اليوم، وكثير فيمن يدعون الإسلام، والذي يذهب إلى البلاد المجاورة يرى هذا عيانًا. ومنه شيء يمارسه الذين يذهبون إلى المشعوذين والدجالين لطلب العلاج فيأمرونهم بالذبح للجن فينفذون ذلك من غير مبالاة، والذبح لغير الله شرك أكبر.
ومن أنواع الردة عن الإسلام، الاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كالذي يستهزئ بإعفاء اللحى أو بالسواك أو بالأمر