×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

باب الكسل؛ فهذا يُؤمر بها ويُدْعَى إليها، فإن أبى أن يصلي واستمر على تركها فهو كافر على الصحيح؛ قال تعالى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5] وقال تعالى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ [التوبة: 11] فدلت الآيتان على أن من لم يُقِمْ الصلاة لا يُخْلَى سبيله بل يُقْتَل وليس هو من إخواننا لأنه كافر. وقال تعالى عن أهل النار: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣ [المدثر: 42-43] إلى قوله تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48] فأخبر أن من جملة الأسباب التي دخلوا بها النار ترك الصلاة، وأخبر أنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين؛ فدل على أنهم كفار؛ لأن المسلم تنفعه شفاعة الشافعين بإذن الله، وقال صلى الله عليه وسلم: «الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ -يعني الكفّار- الصَّلاَةُ»  ([1]) فدل الحديث على أن الصلاة هي الفارقة بين الكافر والمسلم؛ فمن لم يُصلِّ فليس بمسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ أو الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاَةِ»  ([2]). وهذه نصوص من كتاب الله وسنة رسوله تدل على كفر تارك الصلاة وخروجه من الملة، ولو كان يدَّعي الإسلام ويقيم مع المسلمين. وقد كثر اليوم ترك الصلاة وعدم المبالاة بها، مع العلم أن تاركها لا حظ له في الإسلام، بل يُسْتَتَابُ فإن تاب وأقام الصلاة وإلا قُتِلَ مرتدًا، لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثه أقاربه بل يصادر ماله لبيت مال المسلمين. وكذلك يجب أن يُفَرَّقُ بينه وبين زوجته المسلمة؛


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2621)، والنسائي رقم (463)، وابن ماجه رقم (1079).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (82).