أيها المسلمون، هذا ديننا؛ دين قائم على العدل في كل أحكامه وتشريعاته؛ قال تعالى: ﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ﴾ [الأنعام: 115] فهو صدق في أخباره وعدل في أحكامه، لا يقر الجور والظلم والعدوان، ولا يحابي أحدًا، بل هو دائمًا مع الحق أينما كان، يأمر بالوفاء بالعقود والعهود حتى مع الكفار، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [الأنفال: 58] أي إن خفت من قوم معاهدين أن يخونوا في عهدهم فاطرح إليهم عهدهم بأن تخبرهم أنك قطعت العهد الذي بينك وبينهم، فلا يكونوا على توهم بقاء العهد فيكون ذلك خيانة منك. وإن دينًا هذه صفته لهو الدين الصالح لكل زمان ومكان: ﴿ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف: 40] ([1])﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ﴾ [الأنعام: 57]. ولهذا كل من تأمل هذا الدين أو عاش تحت ظله من الكفار أقروا بعدالته وكماله وصلاحيته فمنهم من آمن به ومنهم من آثر البقاء على الكفر ﴿مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109] عنادًا ومكابرةً، والقصص في هذا طويلة من أراد الاطلاع عليها أو على شيء منها فليراجع كتب التاريخ، وليطلع على آراء بعض المستشرقين المنصفين.
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
الصفحة 5 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد