×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

عباد الله: إن ميزان الصلاة في الإسلام عظيم، ومنزلتها عند الله عالية، فاهتموا بشأنها غاية الاهتمام، وأدوها بالوفاء والتمام، فالصلاة مكيال من وفاه وَفَّى أجره من رب العالمين، ومن طفف فيه فقد علمتم ما قال الله في المطففين.

إنه لا يُكْتَبُ للعبد من صلاته إلا ما عقل منها، ولا تصح إلا إذا أُدِّيَت بطمأنينة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام فقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فعل الرجل ذلك ثلاثًا، وفي كل مرة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هذا فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» ([1]). متفق عليه. وفيه دليل على وجوب الطمأنينة، وأن من تركها لم يفعل ما أمر به ولم تبرأ ذمته منه، فمن صلى بدون طمأنينة أمر بإعادة الصلاة. قال بعض العلماء: في هذا الحديث دليل على أن الطمأنينة في الصلاة لا تسقط بحالٍ، وإلا لسقطت عن هذا الأعرابي الجاهل.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نقر المصلي صلاته، وأخبر أن النقر صلاة المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ صَلاَةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لاَ يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (724)، ومسلم رقم (397).