إِلاَّ قَلِيلاً»([1]). كما أن من صفات المنافقين في الصلاة أنهم لا يؤدونها مع الجماعة. ومن صفاتهم فيها ما قال الله عنهم: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾[ النساء: 142] قال الإمام شمس الدين ابن القيم رحمه الله: فهذه ست صفات في الصلاة من علامات النفاق: الكسل عند القيام إليها، ومراءاة الناس في فعلها، وتأخيرها، ونقرها، وقلة ذكر الله فيها، والتخلف عن جماعتها.
وعن أبي عبد الله الأشعري قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل منهم فقام يصلي فجعل يركع وينقر في سجوده ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال: «تَرَوْنَ هَذَا لو مَاتَ، لمَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، يَنْقُرُ صَلاَتَهُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ» ([2])الحديث رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه. فأخبر أن الذي ينقر الصلاة لو مات لمات على غير الإسلام. وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لص الصلاة وسارقها شرًّا من لص الأموال وسارقها فقال صلى الله عليه وسلم: «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَسْرِقُ صَلاَتِهِ؟ قَالَ: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا»، أَوْ قَالَ: «لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» ([3]) رواه الإمام أحمد، فصرح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الذي لا يتم صلاته أسوأ حالاً من سارق الأموال، ولا ريب أن لص الدين شر من لص الدنيا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (622).