ومعلوم أن المأموم لا يستفيد من مسابقة الإمام فإنه لن ينصرف من الصلاة قبل الإمام، ولكن يخدعه الشيطان فيحمله على المسابقة ليفسد عليه صلاته.
فاتقوا الله في أموركم عامة وفي صلاتكم خاصة، فأحكموها فإنها آخر دينكم فتمسكوا بآخر دينكم وما أوصاكم به ربكم عز وجل، فإن الصلاة من آخر ما عهد إليكم نبيكم؛ فقد جاء عنه أنه كان آخر وصيته لأمته وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا: أن اتقوا الله في الصلاة وفيما ملكت أيمانكم، وهي آخر ما يذهب من الإسلام ليس بعد ذهابها إسلام ولا دين، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله، وهي عمود الإسلام، وقد خصها الله عز وجل بالذكر من بين الطاعة كلها ونسب أهلها إلى الفضل، وأمر بالاستعانة بها وبالصبر على جميع الطاعة واجتناب المعصية..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون:1- 2]. الآيات، إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١﴾ [المؤمنون:10- 11].
الصفحة 5 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد