بغير تفصيل عند جمع من أئمة الإسلام، محروم من التلذذ بمناجاة ربه بقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ﴾[الفاتحة: 5] لا صلاة له تنهاه عن الفحشاء والمنكر وقبيح الآثام، ومحروم من وراثة الفردوس والتكريم في جنات النعيم مع الذين هم على صلواتهم يحافظون، مأواه سقر، ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سَقَرُ ٢ لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ ٢٨ لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ ٢٩ عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ ٣﴾ [المدثر 27- 30].
وإذا سُئِلُوا ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤ وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦ حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ٤٧ فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ ٤﴾ [المدثر: 42- 48].
عباد الله: ما بال مساجدنا خالية من الشبان إلا النزر اليسير؟! ما بال جمعتنا وجماعتنا لا يحضرها إلا العدد القليل من الجمع الكثير؟! أيعاف أغنياؤنا المترفون حضور المساجد والوقوف بين يدي الملك القدير؟! ما بال مساجدنا معطلة من ذكر الله معظم الوقت ما عدا لحظات تؤدى فيها الصلاة على عجل؟! وفي حالة فتور وكسل؟! ألم تكن المساجد محل اجتماع المسلمين بكرة وعشية؟! لا يتخلف عنها إلا مسافر أو مريض أو معذور، كانت المساجد تغص بالمسلمين شيوخًا وشبانًا، وكانت تعج بأصواتهم تسبيحًا وتهليلاً واستغفارًا وقرآنًا، كانوا يؤمونها إذا سمعوا الأذان مبادرين، لا يتخلف منهم إلا مريض فيعاد أو غائب فيسأل عنه. واليوم قد هُجِرَتْ بيوت الله وأصبح كثير من الناس يترفعون عن دخولها، وكثير منهم يبخلون بصرف شيء من وقتهم فيها، بينما نراهم لا يبخلون بطويل الوقت في مجالس القيل والقال، أو السعي في طلب المال، أو مشاهدة الملاهي واستماعها، أو حضور