الأندية الرياضية من غير ما كسل أو ملل، وبيوت الله خالية من العلماء والعباد ورواد المساجد في ظلمات الليالي من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة - قد فُقِدُوا في هذا الزمان.
فيا شباب الإسلام ويا شيوخ المسلمين، كيف هجرتم المساجد وجالستم العصاة والفاسقين وهبطتم إلى مستوى السفلة والمنافقين؟ أيحب أحدكم أن يسمع منادي الصلاة فيدبر عنها ولا يجيب فيكون كمن قال الله فيه: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣ وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ ٣٣﴾ [القيامة: 31- 33]. إن المؤمن يستجيب لداعي الله ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦ﴾ [البقرة: 221]، ﴿يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ﴾ [إبراهيم: 10]، ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [يونس: 25]. المؤمن يعظم ذكر الله فيبعث في قلبه الخشية، ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣﴾ [الأنفال: 2، 3].
أيها المؤمنون: إن الصلاة تكفر سيئات العبد إذا أدى حقها وأكمل خشوعها ووقف بين يدي ربه تعالى بقلبه «وقالبه» ([1]) فهذا ينصرف من صلاته وهو يجد خفة من نفسه ويحس بأثقال قد وضعت عنه، فيجد نشاطًا وراحةً وروحًا، حتى يتمنى أنه لم يخرج منها لأنها قرة عينه ونعيم روحه، وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها، فالمحبون يقولون: نصلي
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.