الحُيَّض والعواتق من النساء ليشهدن دعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى. ومن هذه الاجتماعات الدينية العظيمة ما يتكرر على المسلمين مرة واحدة في السنة، وهو الاجتماع للوقوف بعرفة، وهذا الاجتماع يحضره المسلمون من كافة أقطار الأرض في صعيد واحد محرمين ملبين داعين مستغفرين.
أيها المسلمون: إنما شرعت هذه الاجتماعات العظيمة لمصالح عظيمة عاجلة وآجلة، يحصل بها التعارف بين المسلمين والتواصل بينهم بالبر والإحسان يحصل بها التعارف والرعاية، يحصل بها التواد والتحابب في القلوب، يحصل بها تفقد بعضهم لأحوال بعض، ليعودوا مريضهم، ويشيعوا ميتهم، ويواسوا فقراءهم. يحصل بها تعليم الجاهل، وتذكير الغافل. يحصل بها إظهار قوة المسلمين وإغاظة الكفار والمنافقين. يحصل بهذه الاجتماعات تكفير السيئات ورفعة الدرجات. يحصل بها النشاط والجد في الأعمال الصالحة والتعاون على البر والتقوى. وفي الحديث المتفق على صحته أن الصلاة في الجماعة تفضل على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة.
أيها المسلمون: إن صلاة الجماعة واجبة على الرجال في الحضر والسفر وفي حال الأمان وحال الخوف وجوبًا عينيًا. والدليل على ذلك: الكتاب والسنة وعمل المسلمين قرنًا بعد قرن. ومن أجل ذلك عمرت المساجد ورتب الأئمة والمؤذنون، وشرع لها النداء بأعلى صوت: «حي على الصلاة حي على الفلاح» وقال تعالى آمرًا نبيه أن يقيم صلاة الجماعة في حال الخوف: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ