فتبين لنا من القرآن الكريم والسنة المطهرة وعمل الصحابة وعمل المسلمين إلى يومنا هذا، وجوب صلاة الجماعة ووجوب الإنكار على من تخلف عنها ومعاقبته في الدنيا والآخرة. فما عذرك يا من تسمع النداء وقد يكون المسجد إلى جانب بيتك وأنت صحيح البدن آمن من الخوف، ثم لا تحضر لصلاة الجماعة؟! هل أنت لم تسمع الآيات والأحاديث، أو سمعتها وقلت: سمعنا وعصينا؟ إن حالتنا اليوم أيها المسلمون مع الصلاة حالة سيئة. خف ميزانها لدينا وتساهلنا في شأنها وصار التخلف عنها أمرًا هينًا بل أمرًا عاديًا. فالأسرة الكبيرة في البيت لا يحضر منه إلا الأفراد، وبعض البيوت لا يحضر منها أحد، والذين يحضرون لا ينكرون على المتخلفين، وقد يكونون من أولادهم الذين كلفوا بأمرهم بها وضربهم عليها. فأنت ترى البيوت والأسواق مكتظة بالناس ولا يرتاد المساجد منهم إلا الأفراد، والغالبية رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، رضوا بالعقوبة، رضوا بوصف النفاق. يا لها من خسارةٍ لا تشبهها خسارة الأرواح والأموال!
فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا إلى ربكم من قبل أن تحل بكم نقمته وأنتم لا تشعرون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ﴾ [إبراهيم: 31].
الصفحة 5 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد